من أول يوم في الجامعة، ما حس “عبدالرحمن” إنه واحد منهم.

الكل يضحك… يلبس البالطو الأبيض،
يفتخر إنه صار “طالب طب”.
أما هو؟😥
فكان يختنق من الداخل،
يقرأ أسماء العضلات… وهو أصلاً ما يطيق شي اسمه تشريح.

كل ما فتح الكتاب… تذكّر أول يوم قال لأبوه:

“أبغى إعلام… أو تصميم… شيء أحبه.”
ورد عليه أبوه بجملة كسرت قلبه:
“كلام فاضي. مستقبل الطب مضمون. وإلا تحب تقعد عاطل؟”

ومن يومها، صمت… وسار عكس اتجاه قلبه.
ثلاث سنوات من الدوام دون شغف،
من الاختبارات دون روح،
ومن النجاح بدون فرحة.

صار يضحك مع الناس، بس يكتب في ملاحظات جواله:

“أنا غريب بينهم… مثل طفل ضايع في معسكر عسكري.”

بدأت تظهر عليه علامات التعب…

😔
وجسده صار يرفض حتى ينهض من السرير.
ولما وصل إلى مرحلة الانهيار،
زار طبيب نفسي… وأول سؤال سمعه:

“وش آخر مرة سويت شي لنفسك… مو لغيرك؟”

ما قدر يجاوب.

في نهاية السنة الثالثة…
جمع أهله، وقال:
“أنا بحترمكم… لكن خلاص، لازم تحترمون روحي.
أنا ما خُلقت طبيب… أنا خُلقت أكون شيء ثاني.”

وصار اللي قاله.

انسحب… وراح يدرس تخصص إعلام رقمي.
تخصصه الجديد؟
كان بسيط، لكنه حس فيه لأول مرة بشي اسمه “نَفَس”.

وصار متفوق، مو لأنه ذكي أكثر،
بل لأنه صار يدرس بشغف… مو بخوف.

💛 النهاية:
– ثلاث سنين راحوا؟
نعم… لكن ما راحت روحه معهم.
– اليوم؟
“عبدالرحمن” صار صانع محتوى تعليمي ناجح…
وأبوه؟
صار أول من يفتخر فيه أمام الناس.
وقال له:

“أنا كنت أب لك… لكنك صرت أب لنفسك.”

Exit mobile version