رواية خليجية رومانسية النوع: عاطفية – تأملية – شتوية الطابع:

دافئ ومليء بالمشاعر في مساء شتوي بارد

، حيث يلفّ الصمت الأزقة، كانت “غلا” تقضي وقتها المعتاد على نافذتها،

تحت بطانية صوفية، وبيدها كوب القهوة المرة التي أصبحت تواسي بها وحدتها. اعتادت العزلة،

لا تخرج كثيرًا، ولا تسمح لأحد بالاقتراب من قلبها،

حتى خيالاتها أصبحت ضيوفها المفضّلة.

في المقابل، كان “راشد” في الجهة الأخرى من الحي، يعيش أيامه على نفس النغمة.

شاب هادئ، يمضي معظم وقته في التأمل،

يكتب كثيرًا ولا يُظهر ما يكتب. كانوا يسمّونه “الغامض”،

لم يعرف أحد سبب وحدته،

ولكن الحقيقة أن قلبه كان مليئًا بندوب،

يخاف أن يراها أحد. وجمعتهم الصدفة في أكثر اللحظات برودة.

عندما انقطعت الكهرباء في الحي لليلة كاملة، خرج الجميع يتذمّر،

وخرج راشد بنور صغير وبطانية إضافية يعرضها على من يحتاج. “غلا”

كانت على الرصيف تهمّ بالخروج لمحل الشموع،

فلمحت راشد وهو يبتسم بلطافة ويوزّع النور على الغرباء. تردّدت…

ثم تقدّمت وسألته: ـ “معك شمعة زيادة؟” ردّ بابتسامة دافئة: ـ

“معي نور… بس ما توقعت يطلبه أحد بهالذوق.” ضحكت لأول مرة منذ شهور.

من هنا… بدأ الدفء يتسلّل إلى القلوب الشتوية.

حديث بسيط، تكرّر بلطف كل ليلة على الرصيف،

تحوّل إلى تبادل قصص، ثم إلى لقاءات هادئة،

إلى شغف صامت. لم يتكلّم أحدهما عن الحب،

ولم يعترف أحدهما للآخر. لكن: كل مرة تطلّ غلا من النافذة…

تجد راشد يمرّ ببطء، وكل مرة يكتب راشد سطرًا في دفتَره…

ينتهي باسمٍ يبدأ بـ “غ”. ربما لم يكن الشتاء بذلك السوء…

لأنه حين يشتد البرد،

تزهر القلوب الصادقة دون أن تطلب دفئًا من أحد. ❤️‍🔥

Exit mobile version