في صباح يومٍ عادي، بينما كنتُ أعدُّ فطورها المفضل (فول بالزبدة الساخنة)، سمعتُ صوت سقوط جسد من الغرفة..
كانت عيناها مفتوحتين، لكنها لم تَرَني.. لم تَرَ الدموع التي غمرت وجهي وأنا أهزها:
“ماما.. انظري إليّ!”.
🕯️ انطفأ العالم.

اليوم الأول: رفضتُ تصديق أنها رحلت. كنتُ أشمُّ رائحة شعرها على الوسادة.

الأسبوع الأول: وجدتُ رسالة في جيب مريولها كتبتها قبل شهر:
“بعد رحيلي، لا تحزن.. فأنتِ قوتي التي جعلتني أستمر”.
📜 كانت الرسالة ممزقة الأطراف.. كقلبي.

الشهر الأول: أصبتُ بنوبة هلع في السوبرماركت عندما شممتُ رائحة عطرها على امرأة غريبة.

: الظلام يخبرُ قصته
بدأت أرى كوابيس كل ليلة:

أحلم أنها تُغرق في بحر، وأنا أصرخ: “خذيني بدلك!”.

أستيقظ لأجد وسادتها مبللة.. لا أعرف إن كانت دموعي أم دموعها.
💧 كان الحزن بحرًا.. وأنا لا أعرف السباحة.

النور الذي وجدتُه في العتمة
في ذكرى رحيلها الأربعين، زارتني جارتنا العجوز (أم علي).. سكبتُ لها الشاي بنفس الكوب الذي كانت تشربه أمي. قالت لي:
“البعض يموتون ليعلمونا كيف نعيش.. أمكِ زرعتكِ شجرةً قبل أن ترحل”.
🌱 في تلك اللحظة، فهمتُ معنى “الخلود”.

: كيف لم أنكسر؟
خلقتُ طقوسًا:

أضيء شمعةً كل جمعة عند صورتها.

أطبخ طبقها المفضل وأوزعه على الجيران.

حولتُ الألم إلى إبداع:🕯️

كتبتُ رسائل لها في دفترٍ أزرق (لون عينيها).

تعلمتُ العزف على العود (آلتها المفضلة).

اكتشفتُ:
أن الحزن ليس عدوًا.. إنه الحب الذي لم يجد مكانًا يذهب إليه.

الفصل الأخير: رسالة إلى السماء
اليوم، بعد عامين..

أرى فراشات زرقاء في الحديقة فأعلم أنها تزورني.

أسمع ضحكتها في صوت ابنتي الصغيرة (التي سميتها على اسمها).
🦋 تعلمتُ أن الموتى لا يغيبون.. إنهم يصبحون مرئيين بطريقة أخرى.

𓍯 اقتباس الخاتمة 𓍯
“لم أتوقف عن البكاء.. لكني تعلمت أن أحمل دمعتي في يد، ووردةً في اليد الأخرى.
— لأن أمي علمتني أن الحياة تستحق، حتى عندما لا نستحق الحياة.”

Exit mobile version