الدمية التي تعرف اسمي
كانت سلمى في السابعة من عمرها، مرحة، تحب القفز على الأرائك، تعطي الدمى أسماء غريبة، وتعتقد أن عصير البرتقال يعطيها “قوة خارقة”.
لكن في تلك الليلة… تغير كل شيء.
استيقظت أمها على صرخة خافتة قادمة من غرفة سلمى.
ركضت نحوها لتجد الصغيرة جالسة على السرير، عيناها مفتوحتان، لكن نظرتها فارغة…
وكأنها تنظر لعالم آخر.
“ماما…؟”
“نعم يا روحي؟”
سلمى تميل برأسها وتقول:
“أنا مو هنا… اللي يتكلم مو أنا.”
الأم تجمدت مكانها.
“وش قصدك؟”
سلمى بصوت هادئ:
“أنا رحت. أنا مت. بس هذا الجسد ما راح معي. أنا مجرد شبح…”
الأم احتضنتها وهي تبكي، تفكر أنه كابوس أو لعبة جديدة، لكنها لم تكن لعبة.
في الأيام التالية، تغيرت سلمى تماماً.
لم تعد تلمس ألعابها. لا تأكل الحلوى. لا تجيب على اسمها.
وحين زارهم الطبيب النفسي، قال:
“تشخيصياً، هي بكامل وعيها… لكنها تصر أنها غير موجودة. هذا غير مسبوق.”
لكن الليلة التالية،
حدث شيء أغرب.
الأم دخلت الغرفة ووجدت على الطاولة دميتها القديمة “ليلى”، مقلوبة الوجه، وفي يدها ورقة مكتوب عليها بخط طفولي مهتز:
“ليلى قالت إن اللي داخلي… مو سلمى.”
الأم أمسكت الدمية وسمعت صوتًا ضعيفًا في أذنها:
“هي مو بنتك. بنتك راحت في يوم المطر.”
الأم سقطت على الأرض من الرعب.
في صباح اليوم التالي، دخل الأب غرفة الطفلة، ووجدها ترسم دوائر سوداء على الورق.
سألها:
“وش هذي؟”
قالت بصوت ميت:
“هذي بوابات… إذا جلست أطالعها كثير، أقدر أرجع. بس ما أدري إذا أرجع أنا… ولا أحد غيري.”
الأطباء لم يجدوا أي تفسير. EEG، MRI، تحاليل نفسية… كل شيء طبيعي.
لكن “سلمى” كانت تصر:
“أنا مجرد أثر. الأصل ضاع في ليل المطر.”