🕰️ : “أول الوجع”

كانت هند جالسة على حافة السرير القديم في غرفة جدتها.
الغرفة كانت مليانة ريحة الزمن… ريحة المطر الممزوجة بخشب قديم وصور باهتة على الجدران.

مرت سبع سنين على رحيل راكان… بس الوجع؟ كأنه اليوم.
كل تفصيلة في الغرفة كانت تصرخ باسمه…
فنجان القهوة اللي ما شربه، الكتاب اللي سقط من يده، والوشاح اللي نسيه يوم الوداع.

تتنهد هند، وتتمتم:

“أحيانا أحسك أقرب من أي وقت…
وأحيانًا كأنك حلم مستحيل أرجع له.”

📖 : ذكريات لا تموت
كانوا أجمل حكاية بدأت في طفولة الحي.
راكان جارها، صديق عمرها، رفيق لحظاتها كلها…
كل الناس كانوا يقولون: “أنتم مقدّرين لبعض.”
وهم كانوا يضحكون ويقولون: “إحنا ما نفترق حتى لو فرقتنا الحياة.”

لكن الحياة؟ ما كانت عادلة.

يوم قرر راكان يسافر للابتعاث، وعدها برسالة:

“سنة، وراجع… بوعد جديد، وبحياة نبدأها سوا.”

لكن مرت السنة، والسنتين، والثالثة…
وما رجع.

📵 : الصمت القاتل

في البداية كانت هند تستقبل منه رسائل كل أسبوع…
ثم قلت الرسائل…
ثم اختفى.

الكل قال “انشغل”،
البعض قال “نسي”،
والبعض الأوقح قال “يمكن لقى وحدة غيرك.”

بس هي كانت تقول:

“أنا حسّيته… لو كان عايش، كان رجع لي.”

كل ليلة كانت تكتب له رسالة، وتحطها في صندوق خشبي، وتخبيها تحت سريرها.
رسائل ما انرسلت، لكنها مليانة حنين… حنين كافي يكسر أقسى قلب.

🕊️ : الخبر اللي كسر قلبين
في سنة راكان الخامسة في الغربة، وصلها خبر:

“راكان… مات في حادث سيارة.”
“جثته ما انوجدت… بس السيارة محترقة تمامًا.”

الناس بكوا يومين ونسوا.
لكن هند؟ كانت تبكي كل ليلة سبع سنين.

كانت تقول:

“حتى لو مات… أنا ما ودعته.”
“ما قلت له إني سامحته… وإني للحين أحبه.”

📦: الحنين الأخير

في يوم، جدتها نادتها وقالت:

“لقيت صندوق قديم وسط مخزن الحارة… فيه شي يخصك.”

فتحت الصندوق، ولقت فيه دفتر جلدي، مغطى بالغبار، وورقة مكتوبة بخط راكان.

“هند،
أنا مريض من زمان، ما حبيت أخوفك.
كنت أختفي لأني ما كنت أبغى تمسكين فيني وأنا أتلاشى.
كنت أكتب لك كل يوم، بس ما كنت أقدر أرسل.
ما كنت أقدر أقول لك وداعًا، فقررت أخلّيك تكرهيني شوي.
بس الحقيقة؟
أنا أحبك لليوم… وبعده.”

سقطت الورقة من يدها، وانفجرت بالبكاء…
بكاء مو بكاء… حنين.

حنين عمره سبع سنين… حنين قدر يهز جدار قلبها… ويبكي الحجر.

🖤: هي وهو… بعد الفقد
اليوم، هند تشتغل كاتبة رسائل للأشخاص اللي فقدوا أحبابهم.
تكتب عنهم، تكتب لهم، وتعلم الناس إن الحنين ما هو ضعف…
الحنين أقوى شعور ممكن يخلّي القلب ينبض حتى بعد الموت.

وفي كتابها الأول، كتبت الإهداء:

“إلى راكان…
الحنين لك كان وجعي ودوائي…
الحنين لك… علّمني أبكي بصمت، وأحب للأبد.”

💔 النهاية…
“حنين يبكي الحجر” مو مجرد قصة عن فقد…
هي قصة عن حب ما يحتاج وجود الجسد،
عن شوق ما يذبل، وعن دمعة تنتظر حضن ما عاد ممكن.

تبي أكتب لك جزء ثاني؟ ممكن راكان يطلع حي؟ أو أكتب القصة من وجهة نظره؟ 😱
تحب النهاية تكون فيها لمحة أمل؟ أو نخليها واقعية ومؤثرة؟

Scroll to Top