سيف وقلبة 🧡
في قاعة مزدحمة بالمحاضرات والتعب، جلس
“سيف” يراجع أوراق الامتحان، عقله مشغول…
بس مو بس بالمذاكرة. كانت “رهف” في المقعد اللي قدامه مباشرة.
شعرها مربوط، سماعات بأذنيها، ومركزة على شاشتها…
بس كل شوي ترفع عيونها وتطالع فيه بدون ما ينتبه. لكن الحقيقة؟
هو كان يشوفها من أول يوم دراسي…
وكان قلبه، من ذاك اليوم، على قيد التأجيل. سيف شاب مجتهد،
من عائلة بسيطة، شايل حلم أهله فوق ظهره.
كل الناس تقول له: “ذاكر… ولا تفكر بشي ثاني.”
“حب إيش؟
ركّز في شهادتك أول.” وكان يحاول يسمعهم…
لكن قلبه؟ له صوت مختلف. رهف كانت مثله،
من بيت محافظ، تحب الطب، وتحلم تكون دكتورة مشهورة.
لكن لما تقابلت عيونهم لأول مرة، بدأت تسأل نفسها:
“هل في مكان للحب وسط الجداول والمراجعات والمستقبل؟”
بدأت بينهما علاقة ناعمة، رسائل بسيطة، تشجيع متبادل في الدراسة،
بس كل يوم العلاقة تكبر، وصارت تسرق وقت المذاكرة…
وراحة البال. في يوم من الأيام، قبل اختبار مهم، قال لها سيف:
“أنا حاس إني ضايع… كل ما أشوفك أبي أكلمك، بس كل ما أذاكر أحس بالذنب.”
ردّت بهدوء: “وأنا لما تطلع علاماتي ضعيفة…
ألوم نفسي وأقول يمكن الحب غلطته.” وصلوا لمرحلة اضطروا فيها يختارون…
يا يكملون الطريق معًا ويتحملون الضغط واللوم
يا كل واحد يركّز على مستقبله… ويخلّي القلب لوقته
. وبعد ليلة صعبة، أرسل لها رسالة: “رهف… قلبي لك،
بس مستقبلي بعد لك. خليني أحقق اللي أنا وإنتِ نحلم فيه…
وإذا كتب الله، نرجع نكمل القصة بعد التخرج.” ردّت:
“أنا معك… حتى وأنا مش معك الآن.”
مرّت السنوات. سيف تخرّج. رهف خلّصت امتيازها.
وفي يوم التخرج… شافها من بعيد، وسط الزحمة،
وكان أول شيء قاله: “ما تأخرت… بس جيت وأنا جاهز هالمرة.”
✨ النهاية:
أحيانًا الحب ما يحتاج نعيشه في لحظته…
أحيانًا نأجله… علشان يستحقّه الوقت والمكان والقلب.