🌧️ دموع بلا نهاية 🌧️
قصة عن الفقد والحنين الذي لا يموت…
كانت “ليان” فتاة بسيطة، تعيش مع أمها “سُمى” في بيت صغير على طرف البلدة. رغم ضيق الحال، كانت تملك أمها قلبًا كبيرًا يحتوي الدنيا كلها، وكانت ليان دائمًا تقول:
“طالما ماما بخير، الدنيا كلها بخير.”
مرت السنوات، وكبرت ليان، وصار عندها أحلام كبيرة: تكمل دراستها، وتشتغل، وتحقق كل شي حلمت فيه وهي تنام في حضن أمها.
لكن الحياة ما تمشي على مزاجنا دائمًا…
في أحد الأيام، رجعت ليان من الجامعة وكانت الشمس غايبة بدري كأنها زعلت من شي. دخلت البيت، وما سمعت صوت أمها كالمعتاد. لا ريحة قهوتها، لا صوت القرآن من الراديو القديم، لا “حبيبتي تعالي، عملتلك أكلك المفضل”…
كل شي كان صامت…
نادت:
“ماما؟ مامااااا؟”
ما في رد. ركضت لغرفة أمها، ووجدتها نايمة… بس مو نايمة نوم العاديين…
نايمة نوم ما بعد التعب، نوم بلا صحوة.
💔 لحظة الفقد:
انهارت ليان. حسّت كأن قلبها انخلع من مكانه. كانت ماسكة يد أمها الباردة، تبكي وتقول:
“قومي ماما… لا تتركيني لحالي… أنا مو جاهزة أعيش بدونك!”
بس يد أمها ما ردت، ولا قلبها دق، ولا شفايفها ابتسمت.
تشييع الجنازة كان كالحلم المشوش. ما كانت تصدق إنها تمشي ورا جثمان أمها. كانت تقول لنفسها:
“يمكن كل هذا كابوس؟ يمكن أصحى وألقاها تناديني وتقول: ليان قومي على الجامعة تأخرتي!”
🕊️ الذكريات تذبح بصمت…
مرت شهور، وكل زاوية في البيت تصرخ باسم “سُمى”. فنجان القهوة اللي كانت تشربه، عباءتها اللي معلقة ورا الباب، حتى وسادتها اللي ما زالت محتفظة برائحتها…
كانت ليان كل ليلة تمسك صورة أمها، وتقول:
“لو كنتي جنبي، كان كل شي أسهل… كل شي أدفى.”
بدأت تكتب رسائل لأمها ما أحد يقرأها غيرها، تحكي فيها عن يومها، همومها، حتى ضحكاتها…
“ماما، اليوم كنت راح أفرحك، جبت أعلى علامة في الكورس!”
“ماما، اشتقت لحضنك…”
“ماما، أنا ضايعة بدونك.”
🌌 رسالة من السماء؟
في يوم من الأيام، حلمت ليان بأمها. شافتها قاعدة في مكان كله نور، ملامحها مرتاحة، وابتسامتها واسعة:
“يا ليان، لا تبكي عليّ، أنا بخير… عيشي، احلمي، وحققي، ولا تخلي الفقد يسرق فرحتك. أنا فخورة فيك.”
صحيت ليان ودموعها على خدها، بس قلبها لأول مرة حس بأمان بسيط… كأنها فعلاً وصلت لها رسالة من فوق.
🖤 النهاية؟ لا… هذه بداية جديدة
ليان ما نسيت، ولا الألم راح، بس تعلمت تتنفس رغم الحزن. صارت تزور قبر أمها وتحكي لها كل جديد، وتحس دايمًا إنها ما فقدتها بالكامل… بس صارت في مكان ثاني، أقرب من الروح.
“دموع بلا نهاية” مش بس عنوان… هو حالة نعيشها بعد الفقد. بس الحياة، رغم الحزن، لازم تستمر… لأنهم ما راح يرضون نشيل الحزن للأبد.