نور… اسمها يعكس قلبها
: لطيفة، هادئة، مخلصة، تحب التفاصيل الصغيرة وتبني سعادتها منها.
لكن الحياة؟ ما كانت سهلة معها.
كانت تعرف عمر منذ أشهر، رجل خلوق،
ناجح، محترم… لكنه متزوج. ورغم كل شيء،
اختارها شريكة ثانية… وهي؟
اختارت أن تصدق قلبها. قال لها يومًا: “أنا محتاج نور…
مو حب جديد، بل حياة جديدة.”
صدّقته. تزوجته بعد تردد طويل، وفي قلبها معركة بين من يقول:
“أنتِ خطفتِه”…
وبين من يقول: “أنتِ اخترتِه رغم كل الظروف”.
أول الشهور كانت جميلة… عمر كان حنونًا،
يعدها أن تكون شريكته في كل شيء. لكن مع الوقت…
بدأت تشعر بشيء لا يُقال. كانت تعيش “نصف يوم”، “نصف أسبوع”،
“نصف مكالمة”، “نصف عيد”. كل شيء فيها أصبح نصف. تضحك وهو عندها…
ثم تصمت طويلاً بعد أن يغادر.
كلما اشتاقت،
نظرت في الساعة وقالت لنفسها: “أكيد الحين مع أولاده…
ما ينفع أزعجه.” كلما أرادت أن تُعاتبه، تذكّرت أنها “الزوجة الثانية”…
وأنه دائمًا سيعود لأولاه. نور لم تكن أنانية، ولم تطلب أكثر من
“حضور حقيقي”. لكنها كانت دائمًا المؤجّلة، المؤقّتة،
الهامشية في مواعيده. وفي كل مرة تقول: “ما عليه، يكفي إنه يحبني.”
لكن في داخلها؟ كانت تنكسر كل مرة وتبتسم. حتى جاء يوم،
نظرت إلى المرآة طويلاً… وقالت لنفسها بصوت واضح لأول مرة:
“أنا مش ظلّ أحد… ولا نص قلب.”
ثم تركت رسالة له على طاولته، فيها: “
يمكن كنت أحبك بصدق… بس أنا أستحق حبّي الكامل،
مش حب ثاني.” وغادرت البيت… وغادرت العلاقة…
لكنها ما غادرت الحب. عاشت بعده بسلام داخلي، أعادت ترتيب قلبها،
عادت لنفسها، كتبت في دفترها:
“بعض القصص تنتهي مش لأننا ما نحب… بل لأننا نتعلّم نحب نفسنا أول.”