رسالة مهند📜

 

مرت ثلاث سنوات على الرسالة الأخيرة.

ثلاث سنوات منذ أن كتب مهند آخر كلماته لريـم،

وأغلق باب القلب. ما عاد ينتظر إشعارًا منها، ولا يراجع حالته الأخيرة.

ولا يمر من قرب المكتبة اللي كانت تقف فيها كل صباح. باختصار…

نسيها. أو هذا ما كان يعتقده. في يوم عادي،

كان مهند يجلس في كوفي جديد فتح قرب عمله.

كان يراجع ملف مشروع كبير هو مسؤول عنه،

 وعقله مشغول فقط بالأرقام والنتائج… وفجأة،

سمع صوتًا خلفه: “مهند؟” رفع رأسه، وإذا بها… ريم.

كانت مختلفة. أكثر نضجًا، أكثر هدوءًا، لكن ملامحها ما زالت تحمل نفس اللطف…

ونفس الندم. “ما توقعت أشوفك هنا…”

قالت وهي تبتسم بتوتر. رد مهند بابتسامة قصيرة:

“الدنيا صغيرة…🟢

بس أنا صرت أكبر.” جلست قليلاً معه، وتحدثا عن الأيام،

عن السفر، عن مشاريعها، عن ابن عمها اللي لم يتزوجها،

وعن الحياة اللي ما صارت كما حلمت.

ثم نظرت إليه بعينين مختلفتين هذه المرة… وقالت بهمس:

“أحيانًا… نحتاج نخسر الشيء، علشان نعرف قيمته.”

مهند ما قال شي. ابتسم فقط، وقال: “وأحيانًا…

نحتاج ننسى علشان نعرف أنفسنا.” في تلك اللحظة،

أدركت ريم أن مهند لم يعد هو الشاب الذي ينتظرها. لقد تغيّر.

ولم يكن التغيير في شكله… بل في قلبه. ذلك القلب الذي كان يومًا كلّه لها…

أصبح الآن كاملًا له. في المساء،

عاد مهند إلى بيته، جلس قرب نافذته المعتادة، فتح دفتره القديم،

وكتب فيه: “أحيانًا، الحب اللي تحسبه ضاع… يكون هو اللي أنقذك.”

ثم أغلق الدفتر… ولم يعد يفتحه من بعدها.

Scroll to Top